--------------------------------------------------------------------------------
هو الشيخ عبد الحميد كشك الشهير بالشيخ كشك، احتل مكانة مميزة بين الدعاة خلال الربع الأخير من القرن العشرين, وقد ذاع صيته حتى وصلت شهرته وشعبيته بين الناس إلى درجة كبيرة جدا فصار يطلق اسمه على كل مسجد يلقى فيه خطبة من خطب الجمعة, كذلك الشارع الذي كان يسكن به كان يحمل اسمه أيضاً.
تميز الشيخ كشك بإلقائه للخطب الدينية, فهو خطيب مدرسة "محمد"، وصاحب العبارة الشهيرة " أما بعد: فيا حماة الإسلام وحراس العقيدة"، تعرض الشيخ للاعتقال أكثر من مرة وعلى الرغم من هذا استمر هذا الشيخ الجليل في جهوده من أجل خدمة الدين والمسلمين، وقد تجاوزت الخطب والدروس والشرائط الـ 2000 خطبة، هذا بالإضافة لمجموعة من المؤلفات القيمة.
النشأة
هو عبد الحميد عبد العزيز محمد كشك, ولد في العاشر من مارس عام 1933م في قرية تدعى شبراخيت تابعة لمحافظة البحيرة, نشأ كشك في أسرة على الرغم من فقرها إلا أنها تميزت بالطيبة والاحترام فحرصت على تربيته تربية صالحه، وتعليمه تعليما دينيا صحيحا, تعرض كشك لمحنة مرضية شديدة نتج عنها فقدانه للبصر، ولكن لم ينل ذلك من عزيمته وجهوده بالنسبة للدعوة وطريقه الذي سلكه لخدمة الإسلام والمسلمين.
تمكن من حفظ القرآن الكريم وهو ابن 8 سنوات, وحصل على الشهادة الابتدائية بتفوق من المعهد الديني بالإسكندرية, ثم التحق بالثانوية الأزهرية, وتخرج من جامعة الأزهر فرع أصول الدين بالقاهرة، تميز كشك بتفوقه العلمي فكان الأول على مستوى الجمهورية في المرحلة الثانوية، واستمر في تفوقه في المرحلة الجامعية الأمر الذي أهله ليكون معيداً بكلية أصول الدين عقب تخرجه عام 1957م، ولكنه لم يستمر به نظراً لعشقه للمنابر وإلقاء الخطب.
كان كشك عالما وخطيبا متكلما له دروس أسبوعية في المسجد، والذي يخطب فيه فيحضر له آلاف المسلمين حتى أن الشوارع المحيطة بالمسجد تغلق ويتعذر المرور من خلالها أثناء محاضراته التي كانت تخرج من القلب فتدخل إلى القلب.
حياته
عمل الشيخ كشك خطيبا في كثير من المساجد, ففي أوائل الستينيات عُين خطيبا في مسجد الطيبي بحي السيدة زينب وكان تابع لوزارة الأوقاف, ثم عمل خطيبا أيضا في مسجد "عين الحياة" بحي حدائق القبة, وعمل به ما يقرب من 20 عاما، وكانت هذه الفترة من حياة الشيخ كشك زاخرة بالخطب والدروس التي تطرقت إلى جميع أمور دينينا العظيم.
اعُتقل الشيخ كشك في عام 1966م خلال محنة الإسلاميين في ذلك الوقت في عصر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر, وتنقل في فترة الاعتقال التي قربت من 3 سنوات بين عدد من المعتقلات مثل طرة، أبو زعبل, القلعة, السجن الحربي, وتعرض أثناء ذلك للتعذيب الشديد في هذه الفترة القاسية من حياته، وبالرغم من ذلك احتفظ بوظيفته كإمام وخطيب للمسجد, وأفرج عنه عام 1968, فعاد مرة أخرى يستعيد نشاطه لتكملة مسيرته في مجال الدعوة.
ونظراً لصراحة الشيخ كشك وجرأته كان كثير المشاكل مع الحكومة, فبعد معاهدة "كامب ديفيد" قام باتهام الحكومة بالخيانة للإسلام، وبدأ يعرض صور الفساد في البلد حتى تم اعتقاله مرة أخرى عام1981 هو وعدد من المعارضين السياسيين من رجال الدين والفكر والسياسة، وذلك ضمن قرارات سبتمبر الشهيرة في عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات, ثم أفرج عنه عام 1982, ومنذ ذلك الحين مُنع من إلقاء الخطب والدروس.