مضيت ودربي شديد الصعاب مضيت كأ ُسد غضاب
مضيت وعشق المنايا بقلبي وشوقي دليلي لدار الكعاب
رحلت ودنيا اللذائذ حولي وسيل ملذاتها بانسكاب
هجرت النعيم وعيشاً رغيداً هجرت الهوان ودنيا سراب
فما العيش إن لم نناجي المنايا ونعمل سيوف الفدا في الرقاب
وما العيش إن لم نصن بدمانا حمانا ويبقى عظيم الهياب
إلام سنحيا عبيداً لدنيا ونحن سنبلى بجوف التراب
إلام سيغدو العزيز دليلاً وأنف اللئيم غدا في سحاب
إلام سنبقى بعيشٍ رغيد ويرتشف القدس كأس العذاب
وحتى متى نطرق الرأس ذلاً وفي اليد سيفٌ شديد الضراب
وحتى متى نغمد السيف جبناً ويبقى الذليل مهيب الجناب
أنرجو من الكفر نصراً وعزاً ونسأل وغداً لدفع المصاب
أترجون عطفاً من الكفر كلا وهل تنعم الشاة وسط الذئاب
فسنوا سيوف الجهاد وقوموا فما النصر إلا بزحف الركاب
وخوضوا غمار المعارك عزاً وثوروا على الكفر نسل الكلاب
ولا ترهبوا الموت وامضوا سراعاً إلى الخلد تلقوا جميل المآب
فبئست حياة تقر الهوان ونعم الممات بظل الحراب