........... ولتعلم هنا
أن الجان أمة عاقلة ومميزة
أمة متعبدة وموعودة ومتوعدة
ومُخاطبون بما نحن به مُخاطبون ومكلفون بما نحن به مكلفون
******
ورسول الله صلى الله عليه وسلم هو نبيهم ورسولهم
******
والشيطان فى الأصل من الجان
لأن إبليس كان جانا وطرد من رحمة الله فصار شيطانا
يقول جل علاه
(إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ )
فأصبح هو ونسله من الشياطين
يقول العلى العظيم
( أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ )
فالجان والشيطان خلقهم واحد ومن قبيل واحد مخلوقين من النار
يقول سبحانه وتعالى
(وَخَلَقَ الْجَانَّ مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ)
*******
والجان والشيطان
لا يُروا بحاسة البصر ولا يدركوا بحاسة اللمس ولا تجسيد لهم فى أى صورة
يقول الله جل علاه
( إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ )
******
فهم يرونا ولا نراهم
هم يرونا ولا نستطيع رؤاهم
ولم يرهم أحدُُُُ ُ من خلق الله أو أى عبد ٍمن عباد الله سوى نبى الله
سيدنا سليمان عليه السلام
يقول الله جل سناه
( وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ )
(وَمِنَ الشَّيَاطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلاً دُونَ ذَلِكَ )
(وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ )
( وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ : هَذَا عَطَاؤُنَا )
*******
فهم كانوا مسخرين لنبى الله سيدنا سليمان عليه السلام بأمرمن الله
وهذا التسخير هبة وعطاء منه جل علاه
هذا التسخير للجان والشيطان :
ملك قد وهبه الله لنبى الله وبه قد حباه
فقد ابتهل سيدنا سليمان عليه السلام إلى الله جل علاه ودعاه
فقال
( قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّاب ُ)
******
فلا ينبغى لأحد من خلق الله بعد سيدنا سليمان نبى الله أن يكون له هذا الملك الذى وهبه الله
***
ولو رآهم أو سيراهم أحد من عباد الله
لكان قد رآهم سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم
فهو رسولهم ونذيرهم والمبعوث لنا ولهم
****
فقد كانوا يشاهدون رسول الله صلى الله عليه وسلم ولايشاهدهم
وكانوا يستمعون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولايسمعهم
يقول الله جل علا ه لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
(قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً)
فلم يعلم سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسماعهم لكتاب الله
إلا بوحى من الله
لم يعلم سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بوجودهم وإنصاتهم
لكلام الله إلا بعد أن أخبره الله جل علاه
لم يعلم سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
بانصرافهم إليه والتفافهم من حوله إلا بعد نزول الوحى عليه
يقول الله جل سناه
(إِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ)
فهم قد التفوا حول نبى الله ومصطفاه منصتين لكتاب الله
مستمعين للآيات التى نزلت على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
إستمعوا خاشعين واستمعوا منصتين
يقول الله جل علاه
( كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً )
*****
فما أن سمعوا ووعوا لكتاب الله ولمبعث سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا وهرعوا إلى أقوامهم مبلغين ولهم منذرين
يقول الله جل سناه
(فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا )
( فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِين َ)
فحين سمعوا القرآن الكريم وكتاب الله الحكيم
هبوا إلى قومهم وأقرانهم قائلين لبنى جنسهم :
( يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ )
( يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَاباً أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ )
( سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِه ِ)
فمنهم من هداهم الله ومنّ الله عليهم برضاه
فهؤلاء :
ما أن سمعوا النداء إلا ولبوا واستجابوا لرسالة رب الأرض والسماء
فهم سمعوا فوعوا وإلى قومهم أنذروا وقالوا لهم محذرين وعليهم مشفقين
( فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً)
( مَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَاباً صَعَداً )
( مَنْ لا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءُ أُولَئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِين ٍ)
*******
ومنهم قوم سفهاء :
كفروا بالله جل علاه ولم يصدقوا بداعى الله سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فكفروا بربهم وبيوم بعثهم
فهؤلاء ::
هم المارقين من الجان الذى استهواهم اللعين بأهوائه وأغرقهم فى مردياته مثلما استهوى بنى الإنسان
أما المهتدين فكانوا مقسطين غير قاسطين هداهم
الله بهداه وأسبغ عليهم نعماه فقالوا فى كتاب الله
(َ مِنَّا الْقَاسِطُونَ )
( أَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبا ً)
( ظَنُّوا كَمَا ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَداً )
أما القاسطون الذين حادوا عن دين الله فقد ضلوا وأضلوا
إنه عمى منهم وطغيان إنه إفك منهم وبهتان كما هو بنى الإنسان
بل :
قالوا مثلما قال اليهود والنصارى فجاءوا بشىء إدا وادّعوا لله ولدا
يقول الموحدين منهم عنهم
( كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطاً )
( تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلا وَلَدا ً)
فالمهتدين علموا أن داعى الله هو سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
فآمنوا بالواحد الأحد والفرد الصمد وآمنوا بأن الله جل علاه
لم يتخذ صاحبة ولا ولدا
وقالوا فى كتاب الله
(َلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَداً )
( أَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْأِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبا ً)
******
وأسرى برسول الله صلى الله عليه وسلم فى ليلة الإسراء والمعراج
فكان الإسراء :
آية وقدرة من الله جل علاه وخرقا لكل نواميس الحياة
كان الإسراء إرتقاء بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على كل إنسان
وعلى كل جان فى أى زمان أو مكان
**********
فالجان :
يعلمون أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بشر من بنى الإنسان
ويعلمون أن مقدرتهم ومقدرة كل الجان قد فاقت أى إنسان
لأنهم
صعدوا إلى السماء ولها قد لمسوا
ولأنهم
قد صعدوا إلى السماء وفيها قد قعدوا
فقالوا :
(َأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُبا ً)
( وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ )
*****
أما إسراء ومعراج سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
فهو معجزة من المعجزات وآية من الآيات
****
إسراء ومعراج سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
معجزة من الله لكل الأبحاث والعلوم والدراسات
يقول الله جل علاه
( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى )
**
ففى ليلة الإسراء :
**
كان مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم صعودا وسريانا
ليس فيه أى ضيق أو اختناق
**
كان مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم لما يحيط بالأرض من طبقات الهواء ليس فيه انفجارا لأوعية الدماء
**
كان مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم إختراقا لطبقات الهواء
ونفاذا من سماء إلى سماء
**
كان مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم إرتقاء فى السماء
بدون أى وسيلة تسرى فى الفضاء
****
فقد أسرى برسول الله صلى الله عليه وسلم
واستوى فى الأجواء والآفاق
إستوى
وليس لأى خلق من خلق الله من استواء فى تلك الطبقات
لأن أى إنسان إذا ما اخترق الأجواء فإنه سيترنح فى الفضاء
لانعدام الجاذبية فيتلقفه الهواء
أما رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد استوى ولم ولن يستوى أحدا سواه
يقول الله جل علاه
( فَاسْتَوَى وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى)
****
فهذا المسرى هو : لخاتم أنبياء ورسل الله
هذا المسرى هو : للنذير بدين الله وللنذير بكتاب الله
**
ولقد رأى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
فى هذا المسرى ما رآه
***********
ووصف الله جل علاه الآيات التى رآها سيدنا رسول الله
صلى الله عليه وسلم بأنها آيات كبرى
يقول سبحانه وتعالى
( لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى )
*****
لذا
ليس لأى أحد أوعبد من عباد الله أن يصف ما رآه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ما قال وأخبر به الله جل علاه
فإياك :
يا أخى الإنسان فى هذا المجال مما قيل أو يقال
وإياك من الشطط والأهواء أومما قيل أو يقال من الجهلة والأعداء
******
واعلم
أن من الآيات التى رآها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم :
كتاب الله
لقد رأى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : كتاب الله الكريم وقرآنه الحكيم
رآه صلى الله عليه وسلم بالأفق المبين :
أفق الله جل علاه : الأفق الذى لايعلمه الا الله
يقول سبحانه وتعالى
( وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِين ِ)
رآه .... عند سدرة المنتهى
( وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى )
رآه صلى الله عليه وسلم عند السدرة التى عندها جنة المأوى
يقول الله جل سناه
( سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى )
السدرة التى تبدأ من منتهى الأرض والسماوات
إنها السدرة التى تبدأ من عندها جنة النعيم
يقول الرحمن الرحيم
( جَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ )
سدرة المنتهى :
إنها بداية المنتهى
إنها بداية المنتهى فى كوننا
( جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ )
فمقدار عرضها هو مقدار الأرض والسماء
ولايمكن لأى عقل من العقول بيانه
******
فسبحان مالك الملك والملكوت وسبحان صاحب العز والجبروت
يقول سبحانه وتعالى
( يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ )
******
صلى الله على سيدنا رسول الله محمد بن عبد الله
الذى نفذ من أقطار السماوات والأرض بسلطان من العزيز الرحمن ذوالعزة والسلطان
أن الجان أمة عاقلة ومميزة
أمة متعبدة وموعودة ومتوعدة
ومُخاطبون بما نحن به مُخاطبون ومكلفون بما نحن به مكلفون
******
ورسول الله صلى الله عليه وسلم هو نبيهم ورسولهم
******
والشيطان فى الأصل من الجان
لأن إبليس كان جانا وطرد من رحمة الله فصار شيطانا
يقول جل علاه
(إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ )
فأصبح هو ونسله من الشياطين
يقول العلى العظيم
( أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ )
فالجان والشيطان خلقهم واحد ومن قبيل واحد مخلوقين من النار
يقول سبحانه وتعالى
(وَخَلَقَ الْجَانَّ مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ)
*******
والجان والشيطان
لا يُروا بحاسة البصر ولا يدركوا بحاسة اللمس ولا تجسيد لهم فى أى صورة
يقول الله جل علاه
( إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ )
******
فهم يرونا ولا نراهم
هم يرونا ولا نستطيع رؤاهم
ولم يرهم أحدُُُُ ُ من خلق الله أو أى عبد ٍمن عباد الله سوى نبى الله
سيدنا سليمان عليه السلام
يقول الله جل سناه
( وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ )
(وَمِنَ الشَّيَاطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلاً دُونَ ذَلِكَ )
(وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ )
( وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ : هَذَا عَطَاؤُنَا )
*******
فهم كانوا مسخرين لنبى الله سيدنا سليمان عليه السلام بأمرمن الله
وهذا التسخير هبة وعطاء منه جل علاه
هذا التسخير للجان والشيطان :
ملك قد وهبه الله لنبى الله وبه قد حباه
فقد ابتهل سيدنا سليمان عليه السلام إلى الله جل علاه ودعاه
فقال
( قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّاب ُ)
******
فلا ينبغى لأحد من خلق الله بعد سيدنا سليمان نبى الله أن يكون له هذا الملك الذى وهبه الله
***
ولو رآهم أو سيراهم أحد من عباد الله
لكان قد رآهم سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم
فهو رسولهم ونذيرهم والمبعوث لنا ولهم
****
فقد كانوا يشاهدون رسول الله صلى الله عليه وسلم ولايشاهدهم
وكانوا يستمعون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولايسمعهم
يقول الله جل علا ه لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
(قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً)
فلم يعلم سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسماعهم لكتاب الله
إلا بوحى من الله
لم يعلم سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بوجودهم وإنصاتهم
لكلام الله إلا بعد أن أخبره الله جل علاه
لم يعلم سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
بانصرافهم إليه والتفافهم من حوله إلا بعد نزول الوحى عليه
يقول الله جل سناه
(إِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ)
فهم قد التفوا حول نبى الله ومصطفاه منصتين لكتاب الله
مستمعين للآيات التى نزلت على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
إستمعوا خاشعين واستمعوا منصتين
يقول الله جل علاه
( كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً )
*****
فما أن سمعوا ووعوا لكتاب الله ولمبعث سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا وهرعوا إلى أقوامهم مبلغين ولهم منذرين
يقول الله جل سناه
(فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا )
( فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِين َ)
فحين سمعوا القرآن الكريم وكتاب الله الحكيم
هبوا إلى قومهم وأقرانهم قائلين لبنى جنسهم :
( يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ )
( يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَاباً أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ )
( سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِه ِ)
فمنهم من هداهم الله ومنّ الله عليهم برضاه
فهؤلاء :
ما أن سمعوا النداء إلا ولبوا واستجابوا لرسالة رب الأرض والسماء
فهم سمعوا فوعوا وإلى قومهم أنذروا وقالوا لهم محذرين وعليهم مشفقين
( فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً)
( مَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَاباً صَعَداً )
( مَنْ لا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءُ أُولَئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِين ٍ)
*******
ومنهم قوم سفهاء :
كفروا بالله جل علاه ولم يصدقوا بداعى الله سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فكفروا بربهم وبيوم بعثهم
فهؤلاء ::
هم المارقين من الجان الذى استهواهم اللعين بأهوائه وأغرقهم فى مردياته مثلما استهوى بنى الإنسان
أما المهتدين فكانوا مقسطين غير قاسطين هداهم
الله بهداه وأسبغ عليهم نعماه فقالوا فى كتاب الله
(َ مِنَّا الْقَاسِطُونَ )
( أَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبا ً)
( ظَنُّوا كَمَا ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَداً )
أما القاسطون الذين حادوا عن دين الله فقد ضلوا وأضلوا
إنه عمى منهم وطغيان إنه إفك منهم وبهتان كما هو بنى الإنسان
بل :
قالوا مثلما قال اليهود والنصارى فجاءوا بشىء إدا وادّعوا لله ولدا
يقول الموحدين منهم عنهم
( كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطاً )
( تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلا وَلَدا ً)
فالمهتدين علموا أن داعى الله هو سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
فآمنوا بالواحد الأحد والفرد الصمد وآمنوا بأن الله جل علاه
لم يتخذ صاحبة ولا ولدا
وقالوا فى كتاب الله
(َلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَداً )
( أَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْأِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبا ً)
******
وأسرى برسول الله صلى الله عليه وسلم فى ليلة الإسراء والمعراج
فكان الإسراء :
آية وقدرة من الله جل علاه وخرقا لكل نواميس الحياة
كان الإسراء إرتقاء بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على كل إنسان
وعلى كل جان فى أى زمان أو مكان
**********
فالجان :
يعلمون أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بشر من بنى الإنسان
ويعلمون أن مقدرتهم ومقدرة كل الجان قد فاقت أى إنسان
لأنهم
صعدوا إلى السماء ولها قد لمسوا
ولأنهم
قد صعدوا إلى السماء وفيها قد قعدوا
فقالوا :
(َأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُبا ً)
( وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ )
*****
أما إسراء ومعراج سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
فهو معجزة من المعجزات وآية من الآيات
****
إسراء ومعراج سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
معجزة من الله لكل الأبحاث والعلوم والدراسات
يقول الله جل علاه
( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى )
**
ففى ليلة الإسراء :
**
كان مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم صعودا وسريانا
ليس فيه أى ضيق أو اختناق
**
كان مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم لما يحيط بالأرض من طبقات الهواء ليس فيه انفجارا لأوعية الدماء
**
كان مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم إختراقا لطبقات الهواء
ونفاذا من سماء إلى سماء
**
كان مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم إرتقاء فى السماء
بدون أى وسيلة تسرى فى الفضاء
****
فقد أسرى برسول الله صلى الله عليه وسلم
واستوى فى الأجواء والآفاق
إستوى
وليس لأى خلق من خلق الله من استواء فى تلك الطبقات
لأن أى إنسان إذا ما اخترق الأجواء فإنه سيترنح فى الفضاء
لانعدام الجاذبية فيتلقفه الهواء
أما رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد استوى ولم ولن يستوى أحدا سواه
يقول الله جل علاه
( فَاسْتَوَى وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى)
****
فهذا المسرى هو : لخاتم أنبياء ورسل الله
هذا المسرى هو : للنذير بدين الله وللنذير بكتاب الله
**
ولقد رأى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
فى هذا المسرى ما رآه
***********
ووصف الله جل علاه الآيات التى رآها سيدنا رسول الله
صلى الله عليه وسلم بأنها آيات كبرى
يقول سبحانه وتعالى
( لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى )
*****
لذا
ليس لأى أحد أوعبد من عباد الله أن يصف ما رآه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ما قال وأخبر به الله جل علاه
فإياك :
يا أخى الإنسان فى هذا المجال مما قيل أو يقال
وإياك من الشطط والأهواء أومما قيل أو يقال من الجهلة والأعداء
******
واعلم
أن من الآيات التى رآها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم :
كتاب الله
لقد رأى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : كتاب الله الكريم وقرآنه الحكيم
رآه صلى الله عليه وسلم بالأفق المبين :
أفق الله جل علاه : الأفق الذى لايعلمه الا الله
يقول سبحانه وتعالى
( وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِين ِ)
رآه .... عند سدرة المنتهى
( وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى )
رآه صلى الله عليه وسلم عند السدرة التى عندها جنة المأوى
يقول الله جل سناه
( سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى )
السدرة التى تبدأ من منتهى الأرض والسماوات
إنها السدرة التى تبدأ من عندها جنة النعيم
يقول الرحمن الرحيم
( جَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ )
سدرة المنتهى :
إنها بداية المنتهى
إنها بداية المنتهى فى كوننا
( جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ )
فمقدار عرضها هو مقدار الأرض والسماء
ولايمكن لأى عقل من العقول بيانه
******
فسبحان مالك الملك والملكوت وسبحان صاحب العز والجبروت
يقول سبحانه وتعالى
( يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ )
******
صلى الله على سيدنا رسول الله محمد بن عبد الله
الذى نفذ من أقطار السماوات والأرض بسلطان من العزيز الرحمن ذوالعزة والسلطان