لقد وصف القرآن الكريم الصحابة الكرام رضي الله عنهم، فقال (أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ) (الفتح : 29)
ويؤيد هذا النص القرآني حياتهم وعلافتهم المتبادلة ومعاملاتهم الأخوية وتحاببهم وإكرامهم بعضهم لبعض، ورعايتهم، وأداء حقوقهم، وقد صدق أمير علي حينما قال: ((إن تصلب صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم في الدين نفسه لأكبر دليل على صدق الرسول صلى الله عليه وسلم وإخلاصه للهدف الذي بعث من أجله )).
وكل ما رواه أو يروي الناس عنهم خلاف هذه الشهادة القرآنية، وتغليط التاريخ، وسوء الظن والتشكيك في تربية النبي صلى الله عليه وسلم، وننقل هنا بعض الوقائع والأحداث التي تتصل بهم:
جاء فيما رواه الإمام البخاري عن عقبة بن رضي الله عنه، قال: ((صلّى أبو بكر العصر ثم خرج يمشي، فرأى الحسن يلعب مع الصبيان، فحمله على عاتقه وقال : بأبي، شبيه بالنبي صلى الله عليه وسلم لا شبيه بعليّ، وعليّ يضحك))(1)
وقد جاء فيما رواه الحسين بن علي رضي الله عنه قال:
((إن عمر قال لي ذات يوم: أي بُني، لو جعلت تأتينا وتغشانا ؟ فجئت يوماً وهو خالٍ بمعاوية، وابن عمر بالباب لم يؤذن له، فرجعت، فلقيني بعدُ، فقال: يا بني لم أرك تأتينا ؟ قلت: جئت وأنت خالٍ بمعاوية، فرأيت ابن عمر رجع فرجعت، فقال: أنت أحق بالإذن من عبد الله ابن عمر، إنما أنبت في رؤوسنا ما ترى الله، ثم أنتم، ووضع يده على رأسه))(2) .
وروى ابن سعد عن جعفر الصادق بن محمد الباقر عن أبيه علي بن الحسين قال قدم على عمر حلل من اليمن، فكسا الناس، فراحوا في الحلل، وهو بين القبر والمنبر جالس، والناس يأتونه فيسلمون عليه ويدعون له، فخرج الحسن والحسين من بيت أمهما فاطمة رضي الله عنهم يتخطيان الناس، وليس عليهما من تلك الحلل شيء، وعمر قاطب صارٌّ بين عينيه، ثم[size=21]قال: والله ما هنأ لي ما كسوتك
قالوا: يا أمير المؤمنين، كسوت رعيتك فأحسنت .
قال: من أجل الغلامين يتخطيان الناس، ليس عليهما منها شيء، كبرت عنهما وصغرا عنها، ثم كتب إلى اليمن أن ابعث بحلَّتين لحسن وحسين وعجل، فبعث إليه بحلتين فكساهما .(3)
وعن جعفر أنه لما أراد أن يفرض للناس بعد ما فتح الله عليه، جمع ناساً من أصحاب النبيّ قال له عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه: أبدأ بنفسك، فقال: لا والله، فبدأ بأقارب من رسول الله صلى اله عليه وسلم، ومن بني هاشم رهط رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفرض للعباس، ثم لعلي، حتى والى بين خمس قبائل حتى انتهى إلى بني عديّ بن كعب .
فكتب: من شهد بدراً من بني هاشم، ثم من شهد بدراً من بني أمية بن عبد شمس، ثم الأقرب فالأقرب ففرض الأعطيات لهم، وفرض للحسن والحسين لمكانهما من رسول الله صلى الله عليه وسلم .(4)
يقول العلامة الشبلي النعماني في كتابه (الفاروق) حول عنوان ((رعاية الحقوق والآداب بين الآل والأصحاب)):
((إن عمر رضي الله عنه لم يكن يبيت برأي في مهمات الأمور قبل أن يستشير عليّاً الذي كان يشير عليه بغاية من النُصْحِ ودَافعٍ من الإخلاص، وكان قد حاول أن يوليه قيادة الجيش في معركة ((نهاوند)) إلا أنه لم يوافق عليه، ولما سافر إلى بيت المقدس استخلفه في جميع شؤون الخلافة على المدينة، وقد تمثل مدى الانسجام والتضامن ينهما حينما زوجه عليٌّ رضي الله عنه من السيدة أم كلثوم التي كانت بنت فاطمة رضي الله عنها)) . (5)
ولا أدل على الصلة الوطيدة الخالصة التي كانت بين علي وعمر رضي الله عنهما من تزويجه أم كلثوم معه رُغم وجود زوجاته السابقات، وفي مثل سنه المتقدمة ، وكذلك تسميته –أي عليٌّ- لأبنائه الثلاثة بأسماء الخلفاء الذين سبقوه، وهم أبو بكر وعمر وعثمان (6)، إن لاأوضح مثال للثقة والمودة التي كانا يتبادلانها، وكان يمكننا أن نسوق أمثلة أخرى لهذه الصلة القوية، ولكن نكتفي بما سقناه نظراً إلى الاختصار .
__________________________________________
ويؤيد هذا النص القرآني حياتهم وعلافتهم المتبادلة ومعاملاتهم الأخوية وتحاببهم وإكرامهم بعضهم لبعض، ورعايتهم، وأداء حقوقهم، وقد صدق أمير علي حينما قال: ((إن تصلب صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم في الدين نفسه لأكبر دليل على صدق الرسول صلى الله عليه وسلم وإخلاصه للهدف الذي بعث من أجله )).
وكل ما رواه أو يروي الناس عنهم خلاف هذه الشهادة القرآنية، وتغليط التاريخ، وسوء الظن والتشكيك في تربية النبي صلى الله عليه وسلم، وننقل هنا بعض الوقائع والأحداث التي تتصل بهم:
جاء فيما رواه الإمام البخاري عن عقبة بن رضي الله عنه، قال: ((صلّى أبو بكر العصر ثم خرج يمشي، فرأى الحسن يلعب مع الصبيان، فحمله على عاتقه وقال : بأبي، شبيه بالنبي صلى الله عليه وسلم لا شبيه بعليّ، وعليّ يضحك))(1)
وقد جاء فيما رواه الحسين بن علي رضي الله عنه قال:
((إن عمر قال لي ذات يوم: أي بُني، لو جعلت تأتينا وتغشانا ؟ فجئت يوماً وهو خالٍ بمعاوية، وابن عمر بالباب لم يؤذن له، فرجعت، فلقيني بعدُ، فقال: يا بني لم أرك تأتينا ؟ قلت: جئت وأنت خالٍ بمعاوية، فرأيت ابن عمر رجع فرجعت، فقال: أنت أحق بالإذن من عبد الله ابن عمر، إنما أنبت في رؤوسنا ما ترى الله، ثم أنتم، ووضع يده على رأسه))(2) .
وروى ابن سعد عن جعفر الصادق بن محمد الباقر عن أبيه علي بن الحسين قال قدم على عمر حلل من اليمن، فكسا الناس، فراحوا في الحلل، وهو بين القبر والمنبر جالس، والناس يأتونه فيسلمون عليه ويدعون له، فخرج الحسن والحسين من بيت أمهما فاطمة رضي الله عنهم يتخطيان الناس، وليس عليهما من تلك الحلل شيء، وعمر قاطب صارٌّ بين عينيه، ثم[size=21]قال: والله ما هنأ لي ما كسوتك
قالوا: يا أمير المؤمنين، كسوت رعيتك فأحسنت .
قال: من أجل الغلامين يتخطيان الناس، ليس عليهما منها شيء، كبرت عنهما وصغرا عنها، ثم كتب إلى اليمن أن ابعث بحلَّتين لحسن وحسين وعجل، فبعث إليه بحلتين فكساهما .(3)
وعن جعفر أنه لما أراد أن يفرض للناس بعد ما فتح الله عليه، جمع ناساً من أصحاب النبيّ قال له عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه: أبدأ بنفسك، فقال: لا والله، فبدأ بأقارب من رسول الله صلى اله عليه وسلم، ومن بني هاشم رهط رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفرض للعباس، ثم لعلي، حتى والى بين خمس قبائل حتى انتهى إلى بني عديّ بن كعب .
فكتب: من شهد بدراً من بني هاشم، ثم من شهد بدراً من بني أمية بن عبد شمس، ثم الأقرب فالأقرب ففرض الأعطيات لهم، وفرض للحسن والحسين لمكانهما من رسول الله صلى الله عليه وسلم .(4)
يقول العلامة الشبلي النعماني في كتابه (الفاروق) حول عنوان ((رعاية الحقوق والآداب بين الآل والأصحاب)):
((إن عمر رضي الله عنه لم يكن يبيت برأي في مهمات الأمور قبل أن يستشير عليّاً الذي كان يشير عليه بغاية من النُصْحِ ودَافعٍ من الإخلاص، وكان قد حاول أن يوليه قيادة الجيش في معركة ((نهاوند)) إلا أنه لم يوافق عليه، ولما سافر إلى بيت المقدس استخلفه في جميع شؤون الخلافة على المدينة، وقد تمثل مدى الانسجام والتضامن ينهما حينما زوجه عليٌّ رضي الله عنه من السيدة أم كلثوم التي كانت بنت فاطمة رضي الله عنها)) . (5)
ولا أدل على الصلة الوطيدة الخالصة التي كانت بين علي وعمر رضي الله عنهما من تزويجه أم كلثوم معه رُغم وجود زوجاته السابقات، وفي مثل سنه المتقدمة ، وكذلك تسميته –أي عليٌّ- لأبنائه الثلاثة بأسماء الخلفاء الذين سبقوه، وهم أبو بكر وعمر وعثمان (6)، إن لاأوضح مثال للثقة والمودة التي كانا يتبادلانها، وكان يمكننا أن نسوق أمثلة أخرى لهذه الصلة القوية، ولكن نكتفي بما سقناه نظراً إلى الاختصار .
__________________________________________