كاكا | |
لم
يهدر فلورنتينو بيريز وقتا منذ انتخب رئيسا لريال مدريد، وبدأ سعيه نحو
إعادة النجوم إلى مجرة النادي الإسباني، وانضمام كاكا أول إنجاز حقيقي
لإدارته الجديدة.
خلال عشرة أيام أنجز بيريز ما يثبت أنه محتفظ بسياسته التي تستهدف تحويل
فريق يلعب كرة قدم إلى مجرة من النجوم، يتفاخر بها أمام الإعلام والخصوم.
فمع توليه المهمة منتصف ليلة الأحد، عين خورخي فالدانو مديرا رياضيا،
وبعدها بست ساعات أعلن اسطورة الكرة الفرنسية زين الدين زيدان مستشارا
كرويا.
ومع غروب شمس الاثنين تولى مانويل بيليجريني تدريب الفريق الملكي بعد فك
ارتباطه رسميا من فياريال، ما يوضح أن المحادثات لم تبدأ من زمن قريب.
مساء الثلاثاء شهد أول حوار صحفي لبيريز تحدث فيه عن مشاريعه لإعادة
البلانكو إلى منصات التتويج بعد موسم بلا ألقاب، وتفسيره لحلم وسياسة
"الجالاكتيكوس".
الجالاكتيكوس
يؤمن بيريز بأن ريال مدريد يجب أن يحوي سحرة كرة القدم في العالم، ويرى في
ذلك واجهة تجعل الفريق الملكي مختلفا عن باقي أقرانه في أوروبا.
ويوضح "يحلم لاعبو الكرة بأن يصبحوا مثل زيدان وبيكام ورونالدو، وحين
يراهم مجتمعين في فريق واحد يعرف جيدا أن ريال مدريد هو طريقه ليصبح
أسطورة".
وهوس بيريز بالنجوم لا يقف فقط عند نظرية "العشق والهوى" بل له أبعاد
تجارية بحتة تثبت كم هو متميز لا كرئيس ناد فقط بل كرجل أعمال كذلك.
ويقول: "لا أعلم كيف رفض الريال دفع 80 مليون دولار في رونالدو العام
الماضي، تخيل لو تمت الصفقة .. ستملك لاعبا ينتمي لشركة نايكي الدعائية،
ويرتدي اسبوعيا قميصا عليه شعار أديداس .. هل تعلم كم الأرباح التي
سندرها؟".
رغم نجاح الجالاكتيكوس في اجتذاب الجماهير حول العالم وانتشار سوق النادي
في آسيا وأمريكا، لكنها سياسة قادت بيريز لشطحات أثرت سلبا على الفريق
الملكي.
فخلال فترته الأولى، عانى الريال من أزمة في انتقاء بيريز لصفقات الفريق
إذ تسطو على ذهنه فكرة جلب المزيد من النجوم ومعها ينسى احتياجات البلانكو
الفعلية.
ففي الوقت الذي يجتمع فيه مايكل أوين مع راؤول جونزاليس ورونالدو وفرناندو
موريانتس في الهجوم، لم يجد مدرب الفريق في 2004 فاندرلي لوكسمبورجو سوى
إيفان هيلجيرا ليشركه مرة في الوسط وأخرى في الدفاع للتغلب على النقص
العددي.
وكانت النيجة إجماع الجمهور الملكي على إشهار المناديل البيضاء في وجه
رئيس النادي، ونسيان إنجازاته مع الفريق بل والمطالبة بتدمير مجرة نجومه.
هذه المرحلة أثرت بشكل كبير على سمعة بيريز، ومسحت إنجازات مجرته في
فترتها الأولى، رغم أنها لم تكن هينة سواء على مستوى البطولات أو العوائد
المالية.
وعلى الرغم من صعوبة الماضي على بيريز، إلا أن رجله المخلص فالدانو يرى فيها درسا ينير طريقه في إدارة الفريق خلال الفترة الثانية.
وأكد فالدانو أن إدارة ريال مدريد هذه المرة وعت الدرس، وتعرف جيدا ما
عليها فعله لخلق قائمة متوازنة تشابه التي توجت بالليجا في 2003.
بيريز وفالدانو | |
وأضاف "سعينا لا يقتصر على النجوم بل نفكر في المستقبل كذلك، لكن حاليا
الشراء هو طريقنا للنصر، وكلما أنفقنا أكثر هذا الصيف حافظنا على أموال
النادي مستقبلا".
ويعد اهتمام ريال مدريد بلاعب الوسط الدولي شابي ألونسو ومدافع بورتو
البرتغالي برونو ألفيش خير دليل على دراسة إدارة بيريز لاحتياجات الفريق
هذه المرة.
لكن المشكلة قد تظهر مجددا حين تتضارب احتياجات الفريق مع سياسة بيريز ..
فلو احتاجت صفقة كريستيانو رونالدو لملايين إضافية لا، هل يتنازل عن حلم
التعاقد مع النجم البرتغالي؟ أم يتجاهل قلب دفاع يخلف فابيو كانافارو ليضع
أمواله كلها تحت خدمة مانشستر يونايتد؟
ولهذا التساؤل علاقة وثيقة بالنقطة الثانية التي تؤخذ على بيريز، وتتعلق بهوية المسؤول عن مشروع ريال مدريد.
ففي حين يمنع رئيس بعض الأندية نجوم فريقه من التحدث إليه مباشرة، واضعا
تحته مدير رياضي بعده مدير فني، فإن علاقة بيريز بنجومه تحيل حياة مدرب
الريال لجحيم.
ويمكن تذكر مايو 2004 الذي شهد تعيين خوسيه أنطونيو كاماتشو مدربا للريال،
وإقالته بعدها بشهرين بعد شكوى راؤول لبيريز من أساليب الرجل التدريبية.
كما فقد الميرينجي هيئة فريق الكرة مع كارلوس كيروش، فكان معتادا أن يأتي
المدرب البرتغالي التدريبات ليجد بيكام وزيدان مع راؤول بأمريكا لتصوير
فيلم Goal.
فهل يملك بيلجريني شخصية قيادية يمكنها السيطرة على الجالاكتيكوس؟
الثعلب التشيلي
بيلجريني لم يعش تجربة تدريبية مشابه لما مقبل عليه، فمن سان لورنزو
لريفيربلات ثم فياريال .. فضلا عن أنه لم يحصد بطولة قيمة سوى إنتر توتو
في 2004.
هذه الحقائق دفعت جميع الصحفيين في مؤتمر تقديم المدرب التشيلي مع ريال
مدريد على تركيز الأسئلة في نقطة هل تملك القدرة على قيادة نجوم بيريز
ومجرته الجديدة؟
المدرب التشيلي ظهر واثقا في قدرته على النجاح، ورد "هل تعلم كم الضغوط
التي يعيشها مدرب ريفر بلات؟ عليك أن تعلم أن حاله لا يختلف عما يحدث في
الريال".
واستطرد "أتيت إلى ريال مدريد في توقيت مثالي، فأنا في قمة عطائي كمدرب ..
لي تجربة جيدة في إسبانيا وأعي تماما كل ما يدور حولي في الليجا".
واستشهد فالدانو في دفاعه عن اختيار ريال مدريد لبلجريني مدربا بقوة شخصية
المدير الفني التشيلي خلال واقعته الشهيرة مع نجم فياريال السابق خوان
رومان ريكيلمي.
فبفضل ذكاء التشيلي وموهبة الأرجنتيني وصل فياريال لنصف نهائي دوري أبطال
أوروبا خلال موسم 2005/2006 في إنجاز تاريخي للغواصات الصفراء.
لكن شعور ريكيلمي بأنه نجم فياريال الأوحد ومطالبته بمعاملة خاصة من
المدرب حيث يٌسمح له بالسفر إلى الأرجنتين ذهابا وإيابا دون أن يغيب
كنتيجة لهذه التصرفات عن تشكيل الفريق الأساسي تسبب في أزمة كبيرة بينه
وبيلجريني.
وانتهت الأزمة بقرار من بيلجريني ببيع ريكيلمي، وحصل المدرب على تأييد
الإدارة الصفراء ليثبت أنه النجم الأوحد في النادي والبطل الحقيقي في
إنجازات الفريق.