اعلم أن قول بعض العوام (كل واحد على دينه الله يعينه ) يحكم على قائله بحسب ما يفهمه من المعنى، فإن أراد الدعاء للمؤمن أن يعينه الله على الإيمان وللكافر بأن يعينه على كفره كفر، لأنه حينئذ يكون رضي بالكفر، وأما إن أراد الإخبار بأن الله هو الذي أعان المؤمن على إيمانه وهو الذي أعان الكافر على كفره فلا يكفر، لأن التعبير بإعانة المؤمن على إيمانه والكافر على كفره صرّح به غير واحد من العلماء.
ففي كتاب حاشية الصفتي (1) ما نصه :" وفي الدر المختار إذا سمّى عند ذبح الشاة المسروقة لا تؤكل على الأصح لأنه مرتد حينئذ، وإنما حكم بكفره لأن التبرك والاستعانة باسم الشىء لا تتصور إلا فيما إذنه ورضاه، فإذا فعل ذلك يقتضي أن الله راض بذلك، إذا اعتقد ذلك كفر، أفاده الخادمي.
قال شيخنا الأمير (2): وهذا مردود لأن الإنسان يستعين بالله في جميع شهواته لأنه المعين له على الخير والشر ".ا.هـ. كلام ابن تركي المالكي .
وذكر الشيخ محمد المكي المالكي في كتابه تهذيب الفروق (3) ما نصه : "ويؤيده ما في ءاخر صيد الدر المختار : ورأيت بخط ثقة سرق شاة فذبحها بتسمية فوجد صاحبها هل تؤكل؟ الأصح لا، لكفره بتسميته على الحرام القطعي بلا تملك ولا إذن. اهـ وإن كان مذهبنا منع علة التكفير إذا لم يتهاون ولم يستحل فإنه المعين على الخير والشر.اهـ.
وقال إمام الحرمين الجويني الشافعي في كتاب الإرشاد (4) ما نصه:" ثم السلف الصالحون كما سألوا الله تعالى الإيمان ، كذلك سألوه أن يجنبهم الكفر، والقدرة على الإيمان قدرة على الكفر على أصول المعتزلة ، فلئن كان الرب معينا على الإيمان بخلق القدرة عليه فيجب أن يكون معينا على الكفر بخلق القدرة عليه "ا.هـ.
وقال الشيخ محمد عرفة الدسوقي (5) المالكي في بيانه الإعانة ما نصه :" قوله وبالله تعالى أستعين أي وأستعين بالله تعالى على تأليف هذا الشرح أي أطلب منه الإعانة على تأليفه أي أطلب منه أن يخلق فيّ القدرة على ذلك ".ا.هـ.
وقال أبو عبد الله محمد الطالب بن حمدون بن الحاج المالكي ما نصه (6) : "وانما طلبت معونته تعالى لان من اعانه الله تيسرت مطالبه ونجحت مىربه، ومن لم يعنه لم يحصل على طائل وإن كدَّ في دهر طائل"اهـ.
وأما الإمام فخر الدين الرازي فقال في كتابه محصل أفكار المتقدمين والمتأخرين (7) في معرض رده على بعض الغلاة ما نصه : وأيضا فإنه تعالى يعين الكفرة على المسلمين ويمكّنهم من قتل أوليائه .اهـ.
فليس مرادهم بالإعانة هنا الرضا والمحبة كما وهم بعض الناس ، إنما معناه التمكين والإقدار، والله تعالى هو الذي يمكن العبد من عمل الخير وعمل الشر، لأنه هو الذي خلق لسان وفؤاد وجوارح المؤمن والكافر، فلولا أن الله أعطى المؤمن القدرة على الإيمان لم يؤمن، ولولا أنه أعطى الكافر القدرة على الكفر لم يكفر .
وتفسير الإعانة بالتمكين والإقدار موافق ومنسجم مع قول الله تعالى : { فألهمها فجورها وتقواها (8)} [ سورة الشمس /8]. وقوله : { وأنه هو أضحك وأبكى(43)} [ سورة النجم/43].
ففي كتاب حاشية الصفتي (1) ما نصه :" وفي الدر المختار إذا سمّى عند ذبح الشاة المسروقة لا تؤكل على الأصح لأنه مرتد حينئذ، وإنما حكم بكفره لأن التبرك والاستعانة باسم الشىء لا تتصور إلا فيما إذنه ورضاه، فإذا فعل ذلك يقتضي أن الله راض بذلك، إذا اعتقد ذلك كفر، أفاده الخادمي.
قال شيخنا الأمير (2): وهذا مردود لأن الإنسان يستعين بالله في جميع شهواته لأنه المعين له على الخير والشر ".ا.هـ. كلام ابن تركي المالكي .
وذكر الشيخ محمد المكي المالكي في كتابه تهذيب الفروق (3) ما نصه : "ويؤيده ما في ءاخر صيد الدر المختار : ورأيت بخط ثقة سرق شاة فذبحها بتسمية فوجد صاحبها هل تؤكل؟ الأصح لا، لكفره بتسميته على الحرام القطعي بلا تملك ولا إذن. اهـ وإن كان مذهبنا منع علة التكفير إذا لم يتهاون ولم يستحل فإنه المعين على الخير والشر.اهـ.
وقال إمام الحرمين الجويني الشافعي في كتاب الإرشاد (4) ما نصه:" ثم السلف الصالحون كما سألوا الله تعالى الإيمان ، كذلك سألوه أن يجنبهم الكفر، والقدرة على الإيمان قدرة على الكفر على أصول المعتزلة ، فلئن كان الرب معينا على الإيمان بخلق القدرة عليه فيجب أن يكون معينا على الكفر بخلق القدرة عليه "ا.هـ.
وقال الشيخ محمد عرفة الدسوقي (5) المالكي في بيانه الإعانة ما نصه :" قوله وبالله تعالى أستعين أي وأستعين بالله تعالى على تأليف هذا الشرح أي أطلب منه الإعانة على تأليفه أي أطلب منه أن يخلق فيّ القدرة على ذلك ".ا.هـ.
وقال أبو عبد الله محمد الطالب بن حمدون بن الحاج المالكي ما نصه (6) : "وانما طلبت معونته تعالى لان من اعانه الله تيسرت مطالبه ونجحت مىربه، ومن لم يعنه لم يحصل على طائل وإن كدَّ في دهر طائل"اهـ.
وأما الإمام فخر الدين الرازي فقال في كتابه محصل أفكار المتقدمين والمتأخرين (7) في معرض رده على بعض الغلاة ما نصه : وأيضا فإنه تعالى يعين الكفرة على المسلمين ويمكّنهم من قتل أوليائه .اهـ.
فليس مرادهم بالإعانة هنا الرضا والمحبة كما وهم بعض الناس ، إنما معناه التمكين والإقدار، والله تعالى هو الذي يمكن العبد من عمل الخير وعمل الشر، لأنه هو الذي خلق لسان وفؤاد وجوارح المؤمن والكافر، فلولا أن الله أعطى المؤمن القدرة على الإيمان لم يؤمن، ولولا أنه أعطى الكافر القدرة على الكفر لم يكفر .
وتفسير الإعانة بالتمكين والإقدار موافق ومنسجم مع قول الله تعالى : { فألهمها فجورها وتقواها (8)} [ سورة الشمس /8]. وقوله : { وأنه هو أضحك وأبكى(43)} [ سورة النجم/43].